إلى الأستاذ تركي الدخيل وفقنا الله وإياه لاتباع الحق :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أما بعد:
فقد أعجبني عنوان صفحتك في جريدة الوطن " قال أبو عبد الله غفر الله له " ورأيت فيها اختيارك لاسم عبد الله الذي هو من أحب الأسماء إلى الله تعالى كما صح في الحديث عند مسلم , وهذا الاسم له دلالات إيمانية وتربوية لعلها لا تخفى عليك يا أستاذ تركي , فالعبودية الكاملة لله تعالى معناها كبير جداً .
وقولك ( غفر الله له ) دعاء لطيف يوحي بشدة الحاجة إلى الرب تبارك وتعالى وأن المرء لا يستغني أبداً عن مغفرة الله لأن الخطأ من طبعنا وفي فطرتنا كما في الحديث ( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) صحيح الجامع 4515
يا أستاذ تركي.. أتمنى أن لاتُصنِّفني قبل مطالعتك لحروفي فإنما أنا محب لإيصال الخير لك, لإنك ممن يحبون النصيحة والحوارات كما عودت جماهيرك في برنامجك ( إضاءات ) , فهذه معالم وخواطر حول مقالك الأخير " الموسيقى أكسجين الشعوب " جريدة الوطن - الأربعاء 2 – محرم – 1432 هـ .
1. يا ترى هل الموسيقى مما يحبه الله ويرضاه أم أنها ليست كذلك ؟ قد تقول " في المسألة خلاف " فأقول : لا بأس .
2. إلى ماذا يطمئن قلبك في وقت خلوتك " أن تفتح القرآن لتنظر في رسائل الرحمن إليك أو لعلك تستمتع بسماع القرآن من أصوات بعض المتميزين من القراء " أم أنك ممن يهوى في خلوته أن يسمع الموسيقى الهادئة ؟ .
3. هل تجد بعد سماع القرآن من الانشراح والطمأنينة كما تجده في الموسيقى الهادئة الجميلة؟ قال ربك الرحيم ((أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ))[الرعد:28] .
4. قلت في مقالك: " الموسيقى تهذب الناس وتجعلهم أكثر هدوءاً وسلاماً " فلماذا يا ترى لم يدعونا الله إليها لنكون أحسن حالاً وسلوكاً ؟.
5. إذا كانت الموسيقى تهذب السلوك , فهل تجد في سنة حبيبك صلى الله عليه وسلم دليلاً من قوله أو فعله في الحث على الموسيقى ؟.
6. إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بتزكية النفوس وإصلاح الأخلاق فلماذا لم يذكرنا بفائدة الموسيقى؟.
7. هل كان يعلم أن فيها فائدة ؟.
8. إن كان يعلم فلماذا يكتم هذا العلم عنا ؟
9. إن لم يكن يعلم, فهل ستعلم أنت عن السلوك وتهذيب النفوس مالا يعلمه رسول الله الذي يأتيه الوحي من ربه تبارك وتعالى ؟.
10. قلت في مقالك " ولا يمكن لأمة أن تكون من دون موسيقى موروثة لأنها طبيعة إنسانية " عجباً لك , وماعلاقة الموسيقى بالحضارات والتقدم الذي تحيا به الأمم ؟ إن الذي تتقدم به الأمم هو دينها ثم إنتاجها واختراعاتها وإبداعها .
11. قلت " أتمنى أن يكون لدينا إذاعات تعنى بإحياء الإرث الموسيقي العربي، تكون إذاعة خاصة بالأغاني الكلاسيكية الخالدة " كان الأولى بك يا أبا عبد الله أن تقول " أتمنى أن يكون لدينا إذاعات تعنى بنشر الإسلام بكافة اللغات وتنقل للناس دينهم الذي خلقهم الله له " كما قال تعالى: (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ))[الذاريات:56].
12. دعوتك إلى إحياء الغناء هل هي دعوة إلى حق أم إلى باطل وضلال ؟ فإن كان إلى حق فلماذا لم يقم بذلك الأنبياء والمرسلون عليهم الصلاة والسلام؟ وأما إن كانت دعوتك إلى إحياء الغناء دعوة إلى باطل فأذكرك بكلام حبيبك صلى الله عليه وسلم : ( من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً ) [ صحيح البخاري: 6234 ).
13. يا ترى في وقت استماعك للموسيقى هل تسجل عليك ملائكة الحسنات , أم أن ملائكة السيئات تكتب عليك ذلك ؟ قال ربك الذي خلقك وسواك وعدلك : (( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * (( كِرَامًا كَاتِبِينَ ))[الانفطار:11] ؟.
14. هل تحب أن تربي بناتك على أن يعشقوا الموسيقى ويتعلقوا بها أم أنك ممن سيضعهم في حلقات القرآن ليرتقوا في الإيمان ؟.
15. لحظة استماعك لتلك الموسيقى هل هي لحظة تحب أن يراك الله فيها أم لا ؟ وأرجو أن يجيب قلبك الذي فيه بقايا تقوى.
16. لو فاجأك الموت وأنت تستمع للموسيقى هل تظن أنها لحظة صالحة ستفرح بها أم أنها لحظة سيئة تتمنى أنك لم تكن فيها مستمعاً لتلك الموسيقى ؟.
17. عندما تدفن في قبرك يا ترى هل لحظات الموسيقى التي عشتها وعشقتها ستكون نوراً لك في قبرك أم.. ؟.
18. وأنت بين يدي ربك إذا عرض عليك أعمالك, هل ستكون الموسيقى في ديوان حسناتك أم.. ؟ قال تعالى: (( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ))[الحاقة:18] .
19. عندما يوضع ميزان أعمالك ويؤتى بالموسيقى, هل ستراها في ميزان الحسنات أم.. ؟.
20. لقد أوضحت لنا حضورك للحفل الغنائي , وهذا من المجاهرة التي لا يحبها الله تعالى كما في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه ) صحيح الجامع 4512
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " والمستخفي بما يرتكبه - أي: من الذنوب - أقل إثماً من المجاهر المستعلن، والكاتم له أقل إثماً من المخبِر المحدِّث للناس به " .
21. يا أبا عبدالله اتق الله في بعض ما تكتب , وكن ذا قلم يغار على الإسلام ويدافع عنه, فإن لم تقدر فلعلك تقف وتمنع شر قلمك عن أهل الإيمان .
22. ختاماً يا أبا عبد الله كنيتك جميلة , ودعاؤك في رأس صفحتك جميل , وأرجو أن تقبل أسطري بكل حب وإخاء, فالحامل للكتابة هو الحب للخير لا غير
موضوع: الى تركى الدخيل (منقول) 
2/4/2011, 8:31 pm
